المنتخب الأوليمبي أعطي درسا قاسيا لمنتخب النيجر وفاز عليه‏3/‏ صفر

أخيرا‏..‏ اهتدي اتحاد كرة القدم المصري ولو مصادفة ـ إلي المستقبل الحقيقي للكرة المصرية‏,‏ سواء علي مستوي اللاعبين أو المدير الفني هاني رمزي الذي واصل قفزاته المهنية بنجاح وثقة مع أبنائه أعضاء المنتخب الأوليمبي .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الذي حقق مساء أمس مفاجأة كبيرة بالفوز الساحق علي منتخب النيجر الأول بثلاثة أهداف نظيفة جاءت كلها في الشوط الثاني التاريخي لعبا وأداء وأهدافا وأخلاقا أيضا.
افتتح الأهداف مروان محسن في الدقيقة الأولي وسجل زميله محمد صلاح الهدف الثاني في الدقيقة العاشرة قبل أن يحرز مروان محسن الهدف الثالث لفريقه والثاني له في الدقيقة.25
لم يتوقع منتخب النيجر أن يخسر بهذه النتيجة من صغار الفراعنة الذين تلاعبوا بهم تماما في اللقاء الذي جري بينهما مساء أمس باستاد القاهرة, والسبب أن الفريق الضيف كان قد سبق له الفوز علي المنتخب الأول ـ بطل إفريقيا ـ في اللقاء الأول بنيامي, وكان طبيعيا أن يتعامل مع الفريق الأوليمبي باستهانة, ورغم النتيجة القاسية جدا فإن القدر أراد ان يمنح السعادة لجماهير النيجر بعد تعادل سيراليون وجنوب افريقيا ليتأهل فريقها لنهائيات كأس الامم الافريقية بالجابون وغينيا الاستوائية.
ولم يكن الانجاز خاصا بالفريق والجهاز الفني فحسب, بل كان هناك انجاز جديد لرئيس الفريق أحمد حسن الذي أدي المباراة الدولية رقم177, وتتبقي له مباراة البرازيل القادمة ليعادل الرقم العالمي المسجل باسم السعودي محمد الدعيع, وهكذا يقترب بقوة صقر الملاعب المصرية وعميد لاعبيها إلي الوصول للرقم القياسي العالمي في عدد المباريات الدولية والذي نظن أنه ربما لم يتحطم علي مر التاريخ.
جاءت البداية حماسية من جانب شباب المنتخب الأوليمبي, قابلة ذلك حماس أكثر قوة من جانب منتخب النيجر الذي يسعي هو الآخر للتهديف المبكر حتي يصيب لاعبي المنتخب الأوليمبي الأصغر سنا والأقل خبرة ـ بالاحباط الذي يحقق تسيد المباراة منذ بدايتها, غير أن المخضرم أحمد حسن كان بالمرصاد في مواجهة أسود النيجر, فقد أشعل الشرارة الأولي في اللقاء برأسه في الدقيقة11 إثر تلقيه كرة عرضية صوبها برأسه قوية لترتطم بالقائم, وتكون هذه اللعبة هي انذار الخطر الحقيقي الذي أزعج لاعبي النيجر وأشعرهم أن الصغار يمكن لهم بأن يسرقوا المباراة.
ويتحول الملعب بعدها إلي ساحة عنيفة للقوة والسرعة والالتحام من الجانبين, وإن كانت الكفة تميل لمصلحة منتخب النيجر الذي هاجم بقوة وأنقذ أحمد الشناوي مرماه من أكثر من هدف كان أصعبها انفراد اللاعب موسي في الدقيقة27 وآخر في الدقيقة34 ولكن خبرة وهدوء القائد أحمد حسن وقفت حائلا دون فقدان لاعبي مصر لتركيزهم بسبب شخصيته المقنعة لزملائه الصغار الذين كانوا ينفذون توجيهاته داخل الملعب بدقة بالغة.
وبعد مرور نحو35 دقيقة ينجح الفريق المصري الشاب في فرض أسلوبه الهادئ علي ايقاع المباراة, بل يشن أفراده الهجوم المنظم علي خصمهم.
ويقود أحمد مجدي هجمة خطرة من الناحية اليسري في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول كادت تسفر عن هدف محقق, يعقبها مباشرة اضاعة العميد أحمد حسن هدفا برأسه قبل أن يلعب الفريقان أربع دقائق وقتا محتسبا بدل الضائع والذي يمر بلا أحداث لو اعتبرنا حصول اللاعب عمرو السولية علي البطاقة أمرا عاديا لا يستدعي التسجيل.
(شوط تاريخي)
ومع الثواني الأولي لانطلاق أحداث الشوط الثاني, إذا بالموقف يزداد تأزما لمنتخب النيجر الذي لم يتخيل أبدا أنه سوف يواجه الموقف المحرج علي هذا النحو, فقد انطلق عمر جابر من الناحية اليمني ومررها عرضية سريعة أرضية لتجد قدم مروان محسن ليسكنها المرمي وسط دهشة وذهول لاعبي النيجر الذين كانوا يظنون أنهم سيكونون في نزهة بعد أن فازوا علي الكبار, فإذا بالصغار يحرجونهم ويشارك الملازم محمد إبراهيم(19 سنة) بديلا للعميد أحمد حسن(36 سنة), وبينما اللعب يمضي سجالا بين الفريقين, إذا بذئاب الجبل الأخضر من لاعبي المقاولون العرب محمد النيني ومحمد صلاح يتناقلان الكرة فيما بينهما, وبعد جملة تكتيكية مبهرة ينفرد صلاح ويسجل هدفا جميلا للمنتخب الأوليمبي في الدقيقة العاشرة ليزداد الموقف تأزما لمنتخب النيجر.
وقد وضح فقدان التركيز تماما علي نجومه المحترفين في فرنسا وبلجيكا وجنوب إفريقيا.. ويحاول هارونا المدير الفني للفريق الضيف تدارك الموقف والعودة مرة أخري للمباراة باشراك أكثر من ورقة مهمة لديه من المحليين بالدوري المحلي بدلا من المحترفين الذين خذلوه تماما ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا أمام حالة التجلي التي كان عليها لاعبو المنتخب الأوليمبي أمس.
والحق أن هذه الحالة من المزاج العالي لم تكن تقتصر علي اللاعبين فقط, بل امتدت لهاني رمزي المدير الفني الذي كان موفقا تماما في كل تشكيله وتغييراته وطريقة اللعب التي كانت تتغير باستمرار حسب مجريات اللعب.
ويشارك ضابط آخر برتبة ملازم في السن ولواء في الموهبة هو صالح جمعة(19 سنة) في الدقيقة24 والتي تؤدي أولي لمساته الفنية في الدقيقة25 لانفراد زميله الموهوب مروان محسن وتسجيله بمهارة فائقة الهدف الثالث الذي يمكن القول إنه كان الإعلان الرسمي عن فوز المنتخب الأوليمبي بالمباراة, فقد اكتفي لاعبو النيجر بعدها بالتأمين الدفاعي حتي لاتزيد الأهداف مع الانطلاقاتهم الفردية غير المنظمة والتي كانت تصطدم دائما بالأجساد المصرية المتراصة بوعي وإدراك.
ويمكن القول إن مرمي أحمد الشناوي نجم الفريق الأول في الشوط الأول لم يتهدد طوال الشوط الثاني.. وقبل النهاية بخمس دقائق يشهد الحكم النيجيري سلومون البطاقة الحمراء للاعب النيجر كوكو لحصوله علي انذارين.. وكاد أحمد شرويدة الذي حل بديلا لمروان محسن, الذي لم يصافح زميله البديل عند مغادرته الملعب, يفعلها بإحرازه الهدف الرابع لولا عرقلته وتغاضي الحكم عن احتساب ركلة جزاء ما كان سيلومه احد لو احتسبها.
وفي الوقت المحتسب بدل الضائع يصاب قلب الدفاع أحمد حجازي ويخرج من المباراة.. وفي الدقيقة الأخيرة تضيع من المنتخب المصري أكثر من أربعة اهداف بما يعني ان اللاعبين لم يكونوا مقتنعين بالأهداف الثلاثة التي سجلوها, وأنهم لم يشبعوا بعد ـ مثل الكبار ـ من المجد والشهرة والمال ولديهم الكثير مما يمكن ان يقدموه لأنفسهم أولا وللكرة المصرية بعد ذلك.من الأهرام القاهرية