قصة قرية سكانها كلهم متخلفين و أنانيين

يحكى .. في قديم الزمان وسالف الأوان
يوم لم يكن ثمت مطارات ولا جمهوريات ولا فدراليات ولا حتى مليشيات
كان هناك بلدة صغيرة أصاب أهلها القحط والجدب
… … فعمت المجاعة بلدتهم الحبيبة التي يشتركون جميعا في حبها بل وحتى الموت من اجلها
بدأ الناس ياخذون احتياطاتهم حتى لا يموتوا جوعا ويحتفظون بالقليل مما يملكون من الزاد وكل يحرص على ما عنده
وكان عندهم بطبيعة الحال زعيم للقرية أو قل ملك أو رئيس او قائد او كبير
لا أدري اذا كان منتخبا أو لا
المهم أنه أراد أن يضع حلا ويتدارك ما يمكن تداركه ليحمي الناس من الموت جوعا
فقرر كخطوة أولى أن يدعو الناس ليضع كل فرد من القرية بعضا ما عنده من لبن في قدر [ إناء ] كبير لينقذ الاطفال أولا
وفعلا وقبل غروب الشمس وضع قدرا كبيرا ضخما في وسط القرية
ودعا كل عائلة الى ان يخرج منهم واحد ليضع فيه كوبا من اللبن من بعد المغرب حتى فجر يوم الغد
وفعلا بدا الزحام من بعد غروب الشمس على القدر وكل يضع كوبه الى ان انفض الزحام واكتلمت الطوابير !!
ربما توقع زعيم القرية كل شي …. كل شيء … إلا ما رآه بعينه في الصباح
لقد وجد القدر الكبير ممتلأ على آخره … ولكن ليس باللبن او الحليب
بل بالمااااااااء نعم بالماء
هل تعرفون ماذا حدث ؟
كل واحد فكر أنه لو أضاف كوبا من الماء … فإنه لن يظهر أثره في ذلك القدر الكبير المليء باللبن
لكن المشكلة أن كلّهم أو جلّهم فكر نفس التفكير
والنتيجة …. إناء كبير وقدر مليء بالماء وكل احتفظ بلبنه في بيته معتقدا انه هكذا سيكون افضل له ولعائلته
ولا أحد يريد المبادرة لإعطاء الفرصة لإيجاد حل جماعي للأزمة
وكلهم يريد النجاة لنفسه بطريقته وليذهب البقية الى الجحيم !!
وهكذا عمت المجاعة ومات من مات وهاجر من هاجر ومرض من مرض وضاعت القرية وخربت وصارت خرابا كأن لم تغن بالأمس
وكلهم جميعا يبكون على اطلالها او على من مات فيها او كلهم ربما يغنون لها [ يا بلادي يا بلادي ]
وربما كلهم يوما ما حاربوا من أجلها لكن جهاد النفس قد يكون أقوى وأشقى من جهاد السيف والكلاشن !!
واعتقاد البعض أنه وحده الصواب وانه يستطيع النجاة والسباحة وحده قد يغرق الجميع
بعد ان يرفضوا التعاون مع ملك القرية … يأتون جميعا ليصفوه بالفاشل وعديم المسؤولية